تقارير

(6) وزراء خلال (6) سنوات الخارجية.. قلق الحكومة

تقرير: الشعب
بمغادرة السفير د. علي يوسف الشريف منصبه كوزير للخارجية (2024/11/4 -2025/ 2025) أمس يكون بذلك الشخصية السادسة التي تولت هذا المنصب منذ التغيير في 2019 وسبق يوسف كلا من

– اسماء محمد عبد الله
( سبتمبر 2019 – 9 يوليو 2020)
– عمر قمر الدين إسماعيل

كُلّفَ منذ 9 يوليو 2020 حتى 11 فبراير 2021
– مريم الصادق المهدي
(11 فبراير 2021.. 21 اكتوبر 2021)
– السفير علي الصادق
28 أكتوبر2021 وحتى 18‏/04‏/2024)
– السفير حسين عوض
(18‏/04‏/2024 – 11/4/ 2024)

وبنظرة سريعة خلال ست سنوات منذ ذهاب الانقاذ تكون الحكومة، بمعدل كل سنة وزيرا .. مع ملاحظة ان كل الذين تعاقبوا لم يكمل احدهم العام باستثناء علي الصادق (عامين ونصف العام).

تقلبات السياسة

استسهلت الحرية والتغيير المنصب وجاءت بثلاثة َوزراء (أسماء، قمر الدين ومريم) ولا يملكون اي خبرة في الخدمة المدنية والعمل التنفيذي عدا اسماء التي كانت قد غادرت حوش الخارجية قبل نحو ثلاثة عقود ” دبلوماسية صغيرة” ولذلك خرجت من الوزارة بعد عشرة اشهر وشهدت فترة الخارجية في حقبة “الثلاثي” تراجعا مريعا خاصة مع الخراب الذي احدثته اللجنة سيئة الذكر (إزالة التمكين). مع الاشارة ان الثلاثي بعيد كل البعد عن الوزارة وطريقها عملها.

فترة التماهي

تفاءل الكثيرين بتعيين علي الصادق باعتباره ابن الوزارة – سفير – وصاحب تجربة، خاصة وان الانقاذ طيلة سنوات حكمها لم تعين وزيرا للخارجية من داخل الحوش الدبلوماسي ربما عدا مرتين.. وللمفارقة كان ذلك في بواكير الانقاذ ومع نهايتها. الاول الراحل علي سحلول وكان وكيلا للوزارة والثاني الدرديري محمد احمد عند غروب شمس الانقاذ.

الاهتمام بالمنصب

لكن يحمد للانقاذ إيلاءها اهتمامًا أكبر وأكثر بالوزارة حطث دفعت بكبار قادتها ورجال الصف الاول لادارتها، (علي عثمان طه، مصطفى عثمان ، علي كرتي، ابراهيم غندور والدرديري محمد احمد) وغازي صلاح الدين (وزير دولة).               وحتى من جئ بهم من خارج اسوار المؤتمر الوطني كانوا اصحاب تاريخ واسماء سياسية كبيرة مثل الراحل د. حسين ابو صالح ود. لام اكول اجاوين. وفي فترة غابرة جاء امثال عمر قمر الدين (دينق الور).

تعامل العسكريين

يلاحظ ان العسكريين ظلوا يتعاملون بحذر شديد مع الوزارة فبعد ازاحة حكومة قحت، دفعوا بسفيرين في الخدمة للمنصب (علي الصادق وحسين عوض). وتشجعوا قليلا – اي العسكريين – وجاءوا بشخصية من خارج الوزارة لكنه من ابنائها – د. علي يوسف -.
لكن واحدة من التعقيدات وتكبيل عمل الوزارة ان اشرافها في قناتين منفصلتين.. الاولى ممثلة في الدبلوماسية الرئاسية ومتابعة الرئيس البرهان للاداء وفي ذات الوقت يشرف عليها عضو السيادي شمس الدين كباشي. ومؤكد ان هذة التقاطعات كانت من اسباب التعجيل باعفاء يوسف رغم الاختراقات التي حققها.

نجاحات حسين وعلي

كانت فترة علي الصادق هى الأطول والاسوأ حيث شهدت المحطات الخارجية فراغا كبيرا اثر علي صورة السودان الخارجية وتم تشريد السفراء في المنافي خاصة مصر في فترة الحرب ولم يتم استيعابهم وادار الصادق الوزارة بطريقة مريبة وتراجعت العلاقات مع كثير من الدول.
لكن بدأت الوزارة تسترد عافيتها بعد اقالته وقام حسين عوض بجهد كبير في الشروع في سد الفراغات بترشيح السفراء ونقلهم للخارج وادار ملف منتدى التعاون العربي الصيني (بكين. مايو 2024) باحترافية عالية وقام خلاله بخلق علاقات مع كثير من الدول وحقق للرئيس البرهان حضورا لافتا كان له الاثر الكبير في مسار العلاقات الخارجية للبلاد.
اما فترة يوسف كانت استكمالا لجهود عوض وكانت الافضل والانجح واحدث اختراقا لم يحدث منذ سنوات في مقدمتها ملف الارتباط السياسي والاستراتيجي مع مصر والتي اصبحت شريكا رئيسيا للسودان وخط الدفاع الاول له في كثير من المحافل الدولية والإقليمية
واجتهد يوسف في ملف دول الجوار، وبتجمع دول منطقة البحيرات ويلاحظ سعيه الدؤوب بفك تجميد عضوية السودان في الاتحاد الافريقي واعادته مرفوع الراس الى ايغاد. وخلق علاقات قوية مع السعودية.
وزار موسكو ووقع اتفاقيات، ستنقل العلاقات الي مصاف المستوي الاستراتيجي علي كثير من الاصعدة خاصة الاقتصادية والعسكرية والجيوسياسية.. وهو صاحب باع في هذا المجال بالنقلة الهائلة التي حققها في العلاقات السودانية الصينية عندما كان سفيرا لدى بكين.
اما علي المستوي الداخلي فقد احدث مايمكن وصفه بالثورة الإدارية في اطار مهني راسخ واعاد الروح المهنية البحتة الي أضابير ودولاب العمل في الوزارة في كثير من الملفات واتخذ قرارات جريئة من اجل اعادة هيكل الوزارة .. وكون لجان الترقيات والتنقلات وتمت ترقية الاداء الوظيفي لكل العاملين بالوزارة دبلوماسيين وإداريين وعمال. وترقية الوزراء المفوضين الي درجة السفير كان الملف مجمدا لأكثر من ثمانية سنوات،
وفي ملف إداري آخر ومهم جداً وبمتابعة شخصية من الشريف يتوقع ان تنتقل الوزارة الي مبني جديد منفصل خاص بها في بورتسودان يسع كل القوي العاملة بالوزارة بعد ان ظلت ملحقة في مبني الامانة العامة للمجلس السيادي لمدة عامين وتسع لعدد قليل من الكادر الدبلوماسي والإداري من حيث المكان.
اما المبني الجديد فسيكون لائقاً ومشرفاً بوزارة تمثل عنوان ورمز الدولة الخارجي. وتعتبر الخارجية اول وزراة شرعت عملياً في العودة الي العاصمة الخرطوم بعد تحريرها.
ومهما يكن من امر.. فان المرحلة المقبلة صعبة للغاية وتتطلب وزيرا قويا شرسا في الدفاع عن السودان مثلما يدافع الماكر الروسي سيرغي لافروف عن بلاده ويملك في احايين كثيرة زمام التهدئة والهجوم.

تقرير: الشعب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!