محجوب فضل يكتب: ملأ الله بيوتهم وقبورهم ناراً

-شغلنا الفلنقای أول حميدتی بخطابه الأخير، عن متابعة إنتصارات جيشنا، وشغله النضيف، وجغمه العنيف للجنجويد وأتباعهم من العملاء والخونة، حتَّیٰ سكتنا عن أكبر إنكساراتهم وإنتصاراتنا خاصة فی جبل موية، ،ورغم إدعاٸی بمعرفة أغلب مناطق السودان، إلَّا إننی لم أكن أعرف عن جبل موية، أكثر من إنها محطة خلوية خالية من أسباب الحياة!! وهی واحدة من محطات الجبال الثلاثة بين محطة السكة الحديد فی سنار التقاطع             ومحطة ربك، في مدينة كوستی،
محطة سنار التقاطع تقع عند الكيلو ١٠٤٥ من بورتسودان،
ومحطة جبل موية عند الكيلو ١٠٧٠
ومحطة جبل دود عند الكيلو ١١٠٠
ومحطة جبل بيوت عند الكيلو ١١٢٥
ومحطة ربك عند الكيلو ١١٤٥
ومحطة كوستی عند الكيلو ١١٦٠
وطبعاً محطة الخرطوم العمومية بما فيها الخرطوم بحری والشجرة تقع عند الكيلو ٧٨٥ من بورتسودان٠
وتتسم محطات الجبال الثلاثة بطول المسافة النسبی، فمعظم المسافات بين محطات السكة حديد تبلغ عشرين كيلومتر تقل ولا تزيد، إلا بين محطات الجبال فانها تزيد ولا تقل، فضلاً عن انها فی سهلٍ منبسط،يثير فيه مسير القطار الغبار، ولا شٸ يلفت النظر، ولا تجد فی محطات الجبال الثلاثة من يبيع او يشتری كما هو الحال فی سنار التی تزدحم بالباعة والاكشاك والمتاجر، حتی تصل ربك فتسمع بنيات ينادين علی بضاعتهن (ايوا الريز، ايوا الريز) الأرز البری الذی يُزرع فی مستنقعات النيل الابيض، فإذا عبرت الكبری ووصلت كوستی ام المداٸن فی بحر ابيض فانت فی سعةٍ من أمرك،وتقع عينك علی كل ما تشتهيه من اكل وشرب بُلطی وبيبسی !! سقی الغمام تلك الديار واهلها ٠
-سيطرت (جبل موية) علی الأخبار حتی ملأت الدنيا وشغلت الناس،بفضل الله،ثمًّ بفضل نصر ومجاهدات جنودنا البواسل الذين سطروا أروع الملاحم ،واكتشفنا أهمية جبل موية وارضها الحاكمة وموقعها المسيطر وهذا ما دفع الفلنقای أول حميدتی لكی يوجه خطابه الباٸس الذی يقول يقر فيه بالهزيمة ويوزع إتهاماته شمالاً حتَّیٰ مصر مروراً بديار الشايقية الأبيّة
وغرباً حتی مسَّ أقدام ماما أمريكا وشرقاً حتی روسيا مروراّ بتركيا وفی الايام التالية للخطاب الإنهزامی انجزت قواتنا المسلحة والقوات المشتركة الكثير، فی ما كثرت الجعجعة من اتباع الفلنقای أول وملأوا الدنيا تهديداً ووعيداً بما فی ذلك تدمير السد العالی ومحو ديار الشايقية من خارطة الوجود،الشٸ الذی لم يتمكنوا من فعله وهم فی أوج قوتهم وثراٸهم وكثرة عدتهم وعديدهم، فما تراهم فاعلون وهم فی أحطَّ اوضاعهم بٶساً وضعفاً
-طلب منی شقيقی المرحوم محمد عثمان -الذی عمل بشٸون العاملين قرابة الاربعين سنة بهيٸة السكة الحديد، وأحيل علی المعاش لبلوغه السن القانونية- طلب ان أتوَّسط له للتمديد له لسنة أخریٰ، فقلت له يرحمه الله (يامحمد عثمان يا اخوی يعنی الما عملتو فی أربعين سنة كيف حتعملوا فی سنة واحدة دعك من هذا) وظفر بوظيفة تناسب خبرته فی جامعة البحر الأحمر حتی وفاته رحمه الله،في االفلنقای اول حميدتی الماعملتو وانت ناٸب اول للرٸيس، وتحت امرتك جيش يغطی عين الشمس، وسلاح حديث غير متوفر فی مخازن الجيش، واتباع وإعلام ومشاٸخ وإدارات أهلية،ما بتقدر تعملوا وأنت ميت أو معاق أو علی أحسن الفروض مشرد طريد،فما تشغلنا عن واجبنا ساكت !!
(الله يشغلك فی حُكاك جلدك!!) كما يقول أهلنا الشايقية البتجيب فی ذكرتهم سبب بلا سبب!!
جاء فی الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوم الخندق ملأ الله قبورهم وبيوتهم نارا ، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس٠
 
				



