اسامه عبد الماجد يكتب: ويسألونك عن ميرغني إدريس

¤ فور مطالعتي لخبر التعديلات التي اجريت على الوثيقة الدستورية – واوردتها قناة الشرق – والتي أخطأت الحكومة التقدير بحظر عمل مكتبها بمدينة بورتسودان نعلن تضامننا معهم والزميلة مها التلب.. وذلك ليقيني ان الاعلامي حر ولا يقيد وبمقدوره تأدية مهامه من اي مكان.. المهم عقب قراءة التعديلات التي شملت إضافة مقعدين للعسكريين بمجلس السيادة ليكونوا ستة بدلاً عن اربعة – كما هو الوضع حالياً – قلت في نفسي لو تم ذلك فالمرجح وبشكل كبير ضم مدير منظومة الصناعات الدفاعية ميرغني إدريس إلى السيادي.
¤ قرائن الاحوال تشير الى ذلك.. من خلال قربه من الرئيس وهو من ابناء دفعته ومرافقته له في جولاته الولائية وزياراته الخارجية الأخيرة.. وامساكه ببعض الملفات، لكن هل يستحق ميرغني عضوية السيادي؟.. في تقديري ان الاجابة لا !!.. ليس ذلك فحسب بل لم يعد مناسباً لقيادة «المنظومة» خلال المرحلة المقبلة.. التي ينبغي ان تشهد تغييرات جذرية في هياكل مؤسسات الدولة والوجوة التي تديرها.. وينبغي ان يحدث ذلك بسبب تمرد الباغي الشقي حميدتي واشعاله الحرب عقب فشله في الاستيلاء على السلطة بقوة السلاح.
¤ وبعدها لاحظت حالة مباهاة لتجاوز البلاد للمرحلة الحرجة إبان عدم توفر العتاد.. لكن لم يسأل احدكم لماذا حدث ذلك؟.. مايؤسف له ان ميرغني واحد من الاسباب الرئيسة في اطالة أمد الحرب.. بسبب عدم قدرة «المنظومة» في القيام بالدور المنوط بها من توفير «مسيرات» في الوقت المناسب والتحسب لأي مخاطر محتملة بانشاء منصات في بعض الولايات بجانب عدم انجاز الاعمال الفنية والتقنية اللازمة.
¤ كما كشفت الحرب ان اسفاره الكثيرة منذ تعيينه مديرا «للمنظومة» في مايو 2021.. بحجة الوقوف على تجارب الدول والمشاركة في المعارض لم تعود بالنفع على القوات المسلحة..
ولم نلمس اي رؤية جديدة في طريقة عمله لمواكبة مرحلة الحرب ومابعدها.. ولو كانت الزيارات الخارجية ذات اثر لما استمرت الحرب كل هذة الفترة.. حادت «المنظومة» بقيادة الجنرال عن مهامها بالانشغال بالتجارة في عدة مجالات كالحوم – ربما بشتى انواعها !! –
¤ مع يقيني باهمية دخول القوات النظامية بلا استثناء في مجال الاستثمار لمعالجة شؤون داخلية غاية في السرية مثل التسليح والامداد وتوفير المعينات.. لكن الذي تنجزه «المنظومة» ليس بحجم الاموال التي تحت تصرف ميرغني والذي لم يواكب مرحلة الحرب بالشكل المطلوب واثبت انه قليل الحيلة، فكثير من الصفقات الخاصة بالسلاح انجزها الرئيس البرهان بنفسه.. واخرى بواسطة شخصيات خارج «المنظومة».
¤ ان ملفات التسليح لم تعد طي الكتمان حتى لا نسمع صوتا لمدير المنظومة.. ما يؤكد قصر نظره في التعامل مع الحالة الراهنة وعجزه التام في مجاراة الاحداث المتسارعة.. انظروا لتجارب الخارج ذات الصلة بالحروب.. خلال الحرب العالمية الثانية، توقفت الولايات المتحدة عن إنتاج السيارات المدنية، وبدأت مصانع السيارات في إنتاج البنادق والشاحنات والدبابات ومحركات الطائرات.
¤ في العام الماضي اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتن إن بلاده ستنتج 1.4 مليون طائرة بدون طيار، مقابل 140 ألف طائرة في عام 2023.. وفي العام الماضي خلال شهر واحد فقط انتجت اوكرانيا وفقا لوزير دفاعها حوالي 200 ألف طائرة بدون طيار.. واعلن الرئيس الأوكراني زيلينسكي، إنه يأمل في إنتاج ما لا يقل عن 30 ألف طائرة بدون طيار بعيدة المدى خلال هذا العام.
¤ اما في روسيا اعلن رئيسها بوتين عن تشكيل هيئة رئاسة اللجنة الصناعية العسكرية واتخذ القرار لتحسين أنشطة المجمع الصناعي العسكري.
.. ومما لاشك فيه ان خطوة بوتين بالاتجاة نحو تأسيس هيئة خاصة بتحسين عمل الصناعات العسكرية في روسيا، جاءت من المستشارين من حوله.. فاين ادريس من تقديم الافكار الخلاقة والمبادرات للرئيس .. ان «العنوان» العريض للرجل عجزه في زراعة «زهرة برية» في بستان الجيش.. وبصراحة لم يعد لديه مايقدمه.. واصبح معيقا للرئيس البرهان.. وهو منذ سنوات كان عبئاً ثقيلاً على المشير البشير، والحكومة حينها ،خاصة خلال قيادته مجمع الصافات !!
¤ ولم يسهم في فك الخناق على البلاد رغم هرولته نحو اسرائيل.. والمعلومات المتداولة انه لعب، دوراً في ملف التطبيع الذي فتحته الحكومة مع تل ابيب في 2020، بلقاء «البرهان/ نتنياهو» في عنتبي الأوغندية.. وتقول تقارير إن ميرغني، قد رافق وفداً عسكرياً سودانياً إلى تل أبيب ضم عبدالرحيم دقلو، في أكتوبر 2021، ضمن جهود التطبيع بين البلدين.. لم نتطرق الى العقوبات الامريكية التي فرضت عليه والتي استثمرها من حوله و ” جوقته” – ربما بايعاز منه – في استدرار عطف الرأي العام والايحاء الى البرهان ان ميرغني رجل المرحلة.               ¤ ومهما يكن من امر.. ان المنظومة تحتاج لمراجعة شاملة بدء من شركاتها خارج السودان.
ولنا عودة
*السبت 22 فبراير 2025
osaamaaa440@gmail.com
 
				



