رأي

أسامة عبد الماجد يكتب: لجنة جابر

 

0 لا أعتقد أن اللجنة التي شكلها الرئيس البرهان تقلل من شأن رئيس الحكومة، كامل إدريس، أو تتدخل في صلاحياته، خاصة وأن مهمتها تقتصر على الجانب العسكري والأمني بدرجة كبيرة. اللجنة مسؤولة بشكل مباشر عن تفريغ العاصمة الخرطوم من جميع التشكيلات العسكرية والكيانات المسلحة خلال فترة لا تتجاوز الأسبوعين من تاريخ تأسيسها. كما أن الرئيس البرهان اختار الشخص الأنسب لرئاستها، مساعده الفريق مهندس إبراهيم جابر، الذي يُعد من القلة التي ساهمت بشكل كبير في بناء الدولة خلال فترة الحرب.
0 اللجنة ستسهم في تمهيد الطريق أمام حكومة كامل إدريس، إذ ستعمل على إعادة الأمن وتهيئة الأوضاع لعودة المواطنين إلى مناطقهم التي تأثرت بالحرب.. في هذه المرحلة التي لا تزال فيها مؤسسات الدولة قيد التأسيس، لا يمكن تحميل كامل عبئاً ثقيلاً مثل تفريغ العاصمة من المجموعات المسلحة. من الطبيعي أن تتركز جهود اللجنة في تهيئة الأوضاع حتى يتمكن كامل من أداء مهامه بهدوء وكفاءة، مع الحفاظ على طاقته لتقديم الخدمات والاهتمام بمعاش الناس.
0 لذلك نص القرار الرئاسي على ضرورة أن تعمل اللجنة بالتنسيق مع رئاسة هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة لتنفيذ مهامها.. ولكن لن تنجح اللجنة في إتمام مهمتها إلا إذا تم تمكين جهاز المخابرات العامة من أداء واجباته بشكل كامل.. يجب صدور قرار يقضي بإعادة جميع مقاره الرئيسه حول العاصمة له وتزويده بالموارد اللازمة.
0 لقد كانت جريمة بحق الشعب السوداني تحجيم دور جهاز الأمن.. ثم في يناير 2020، تفكيك هيئة العمليات وتجريدها من كافة إمكانياتها. صحيح أن مدير جهاز المخابرات، أحمد مفضل، وفريقه تمكنوا من امتصاص صدمة تمرد مليشيا الدعم السريع ومحاولتها السيطرة على السلطة بالقوة، ولكن في رأيي، لا بد من دعم الجهاز بكل الوسائل الممكنة، بما في ذلك الدعم المعنوي.
0 يعد جهاز المخابرات أحد الركائز الأساسية في لجنة جابر، فهو الجهة الوحيدة القادرة على تحديد أماكن تواجد المجموعات المسلحة، خاصة في المناطق النائية وأطراف العاصمة.. كما أن الجهاز قد تابع تحركات مجموعات متورطة في تجارة السلاح وتهريبه منذ تحرير الخرطوم.. لذا قرار تفريغ العاصمة من المجموعات المسلحة يتطلب، أولاً، متابعة المجموعات الإجرامية التي تمكنت من الحصول على أسلحة من مليشيا الدعم السريع.. ومن عمليات النهب والسرقة التي طالت منازل المواطنين.
0 من الأهمية أن يكون عمل لجنة جابر بداية انطلاق حقيقية لإطلاق يد جهاز المخابرات.. ويجب على القيادة السياسية دعم خطط مدير الجهاز ومديري الهيئات المختلفة.. إذا لم يتم فرض الأمن بيد حازمة وبقوة و “عين حمراء” ، فسيظل كامل إدريس وحكومته في حالة من الحصار في بورتسودان.. وربما يفضلون البقاء هناك ويطيب لهم المقام.. كما طاب للأمين العام لمجلس السيادة محمد الغالي، الذي قام بشراء عقارات في المدينة وصرف أموال ضخمة في صيانتها وتأهيلها دون مبرر واضح أو تحديد الآليات المتبعة.
0 وفي ظل هذه الظروف، ظهرت أصوات تهدف إلى تثبيط الناس عن العودة الطوعية.. وتصوير العاصمة على أنها مدينة مهجورة وغير صالحة للعيش. هذه الدعوات تخدم في النهاية مجموعات تريد تعزيز نفوذها في بورتسودان، وتعمل على إبقاء الأوضاع على ما هي عليه.. وبورتسودان تضج بالسماسرة و “جوكية” في هيئة رجال اعمال وفتيات وسيدات من فئة “الجيران اتخلعوا”.
0 إعادة الحياة إلى العاصمة ستسهم في فتح أبواب الجامعات ومرافق الدولة المختلفة.. وهو ما يجب أن يتم في أقرب وقت، يُحسب لوزير الداخلية السابق، الفريق خليل سايرين، أنه باشر عمله من الخرطوم، وعندما صدر قرار إعفائه كان موجوداً بالعاصمة او عائدا منها..كما يستحق خليفته الفريق أبو سمرة الثناء على وجوده المستمر بالعاصمة، وكذلك مدير الشرطة السابق، خالد حسان، الذي لم ينقطع عن العاصمة منذ تحريرها.. وقضى عيد الأضحى في جسور العاصمة مع جنوده.
0 الجهود الكبيرة التي بذلها جهاز المخابرات والشرطة ووالي الخرطوم، المجاهد أحمد عثمان وأركان حربه، هي جهود مشكورة، ويجب على لجنة جابر أن تستكمل ما بدأوه. كما يجب تحية الوالي حمزة على الجهد الكبير الذي بذله، ويجب الآن مد يد العون له وتخفيف الأعباء الثقيلة عن كاهله ليتفرغ مثل كامل إدريس لمهام تحسين معاش المواطنين وتقديم الخدمات.
0 ومهما يكن من أمر.. تبقى لجنة جابر هي الفاصل.. إذا لم تعد الحياة إلى طبيعتها في العاصمة، فإن مشروع إعادة الإعمار سيكون مصيره الفشل.

– السبت 19 يوليو 2025
osaamaaa440@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!