من على ظهر “تكتك” .. كاتم أسرار البرهان يظهر للعيان
بارا: الشعب
خلال الزيارة التفقدية التي قام بها رئيس مجلس السيادة، القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان إلى الصفوف الأمامية بمدينة بارا المحررة، برز مشهد لافت أثار الكثير من الاهتمام من خلال مقطع فيديو متداولفقد ظهر خلاله العقيد ركن مدثر عثمان عبد الرحمن، سكرتير رئيس مجلس السيادة، على متن “تكتك” ، موجها رسائل قوية وحاسمة إلى مليشيا الجنجويد المتمردة، مؤكداً عزم القوات المسلحة على اقتحام أوكار التمرد وتطهير السودان وولوح بسبابته وقال ” الجنجويد فروا.. الليلة بارا، قريب الفاشر، الجنينة، زالنجي وبابنوسة تلقونا جوة معاكم جوة خالص”
ما جعل المشهد أكثر وقعاً أن العقيد مدثر لم يكن شخصية معتادة على الأضواء. فعند اندلاع الحرب كان يشغل موقعه ضمن الملحقية العسكرية بالسفارة السودانية في الإمارات ، غير أنه في خطوة نادرة الحدوث اختار بمحض إرادته مغادرة مهمته الدبلوماسية، ملبياً نداء الوطن، لينضم مباشرة إلى القوات داخل القيادة العامة، حيث ظل منذ ذلك الحين إلى جانب البرهان، يعمل في صمت، دون كلل او ملل بعيداً عن التصريحات والظهور الإعلامي، متفرغاً لمهام حساسة لا يعرف تفاصيلها إلا المقربون.
ظهوره في بارا كان لافتاً للنظر ومثار حديث بين زملائه وأصدقائه، الذين يعرفون عنه الانضباط والالتزام، والمقرّب من البرهان في أصعب اللحظات ويرافقه في أحلك الظروف ويقف خلف كثير من تفاصيل العمل الميداني والسياسي دون أن يظهر في الواجهة.
فقد عُرف عنه العمل دائماً في هدوء، محافظاً على أسرار العمل العسكري والسياسي على حد سواء، مما جعله يحظى بثقة استثنائية داخل أروقة القيادة، لذلك بات يُوصف بأنه كاتم أسرار البرهان،
ومن هنا، جاء ظهوره في بارا حدثاً لافتاً، إذ بدا أنه خروج استثنائي عن صمته الطويل، ورسالة رمزية بقدر ما هي عسكرية.
