رأي

سعد سلامي يكتب: العجز الاممي في مواجهة جرائم الدعم السريع في دار مساليت

¤ إن جريمة الاختفاء القسري شكلت أبرز أوجه الابادة الجماعية والتطهير العرقي التي تعرضت لها شعوب المساليت وتبنت مليشيا الدعم السريع المسنودة بالجنجويد استراتيجيتها في الإخلاء وتهجير شعوب المساليت من ارضهم بالاضافة الى جرائم الابادة الجماعية والتطهير العرقي والتهجير القسري استراتيجية اضافية لنشر الرعب داخل شعبنا وهي الاعتقال والاحتجاز والاختطاف للمئات من أبناء شعب المساليت من كافة الفئات من ( الشباب والشيوخ والاطفال والنساء ) ووضعهم في المعتقلات ودور الاحتجاز سيئة السمعة وإرغامهم على أعمال السخرة وممارسة التعذيب في حقهم وحرمانهم من الطعام واذلالهم بطريقة مهينه للكرامة الآدمية.
¤ وما تزال قوات الدعم السريع المسنودة بغطائها الاثني الجنجويد في دارمساليت في تنفيذ حملات الاحتجاز والاعتقالات والاختطاف بخلفية اثنية وهوياتية وتسعى الدعم السريع إلى طمس هوية المساليت وضرب تراثه الحضاري من خلال تغيير الديمغرافيا السكانية لشعوب المساليت وإحلالها بالجنجويد في سياق مشروعها لإقامة إمارة د في محيط افريقي هادر.
¤ وقد نفذت الدعم السريع حملات تصفية ممنهجة للطبقة المستنيرة داخل مجتمع المساليت وبشكل فعلي نفذت اغتيالات لعدد من المحاميين من أبناء المساليت الممسكين بملفات جرائم الحرب والإنتهاكات التي نفذتها بها الدعم السريع والجنجويد قبل الحرب الحالي في كرندنق ١،٢ وجبل ١،٢ وكرينك ١،٢ ومستري بالاضافة الى اغتيال عدد من المعلمين وقيادات الخدمة العامة والكوادر المهنية العليا والوسيطة المحسوبين لشعوب المساليت.
¤ وفي هذا السياق اعدت الدعم السريع والجنجويد قوائم خاصة للمساليت بعضها قوائم تصفية وبعضها قوائم إحتجاز واعتقال وقد نشرت عبر اذرعها الداعمة لها عدد من هذه القوائم في الوسائط الالكترونية ولبعض المواطنين الموالين لها بغرض الإرشاد ونتيجة لهذه القوائم لقد تم تصفية مئات من الشباب المستنير ووقع المئات من شباب المساليت وبعض الرموز تحت قبضة الدعم السريع والجنجويد معتقلين ومحتجزين ومختطفين.
¤ ومن ابرز القيادات الذين تم اختطافهم الاستاذ مربي الاجيال / عثمان رزق الله رئيس هيئة شورى المساليت وحتى الآن هو والآخرين لا يُعرف مصيرهم يقبعون في مقرات الدعم السريع والجنجويد سيئة السمعة .
إننا نتعرض لحرب وجودي من قوى غوغاء لا تعرف للقيم ولا للاخلاق سبيل غير انتهاك واستباحة حق الآخر وسوف تواصل شعوب المساليت في كفاحها لاسترداد المسلوب والمغتصب من عزته وكرامته
¤ ولكن نلفت إنتباه الأمم المتحدة بمناسبة اليوم العالمي للإختفاء القسري (30 اغسطس) الى جرائم الجنجويد وعلى الأمم المتحدة ومنظماته الدولية التحرك من خانة العجز والسكون في مواجهة جرائم الحرب التي يرتكبها الدعم السريع مع كل شروق الشمس وغروبها وتبني حزمة من القرارات وإلوفاء بالتعهدات والالتزامات في حماية حقوق الإنسان وصيانتها من الانتهاكات .
¤ إن شعبنا يتعرض لإنكار هويته وشخصيته القانونية ودلالاته التاريخية والحضارية من قبل الدعم السريع والجنجويد في عاصمة سلطنة دار مساليت وارجاءها عن طريق الاساليب والاستراتيجيات سالفة الذكر وكلها متعلقة بحقوق الإنسان وعلى الأمم المتحدة القيام بواجباتها وإننا كشعوب المساليت نراقب بحالة من الدهشة طريقة تعاطي المجتمع الدولي مع ملف جرائم الدعم السريع وسوف لن تنجح اي جهود دولية لايجاد صيغة سلام في السودان ما لم تستصحب معها هذه الجرائم والإنتهاكات التي ارتكبتها وما زالت ترتكبها الدعم السريع والجنجويد.

* كاتب وباحث في قضايا الحرب والسلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!