اسامه عبد الماجد يكتب: السعودية.. سبت اخضر

¤ ليس هناك من موقف واضح وصريح وقوي تجاه بلادنا، مثل موقف المملكة السعودية.. على الاقل منذ نشوب الحرب التي اشعلها الباغي الشقي حميدتي عقب تمرده على القوات المسلحة وسعيه للاستيلاء على السلطة بالقوة.. بعد اقل من ثلاثة اسابيع من اندلاع الحرب عملت السعودية على اخمادها واقنعت المليشيا بالجلوس للتفاوض.. ووقعت عصابة حميدتي اتفاقا مع الحكومة السودانية.. هو الذي يتمسك به الرئيس البرهان ومن خلفه الشعب السودان.
¤ بالتالي لو كان للمملكة اي موقف مغاير لاحلال السلام او دعم خفي للمليشيا كما يتوهم البعض.. ويسعى لذلك اصحاب الغرض ماكانت فتحت منبر جدة الذي يطالب به السودانيين.. في وقت ظلت دولا اخرى كنا نعتبرها صديقه وشقيقه تدعم المليشيا ولا تزال.. كذلك ساندت المملكة مع اصدقاء آخرين الحكومة ودعمت شرعيتها من خلال مواصلة سفارتها بقيادة سفيرها الهمام علي بن حسن جعفر لعمله بمدينة بورتسودان.
¤ عندما باشر سفير خادم الحرمين الشريفين مهامه بالثغر لم يصل اليه البرهان ولا كباشي.. وكانت الحكومه في حيرة من امرها وقتها.. ساهم ذلك الدعم السعودي الدبلوماسي الكبير في تقوية موقف السودان دوليا.. وباشرت السفارة عبر مركز الملك سلمان للاعمال الانسانية – ويا له من مركز – عملها الانساني والاغاثي واوصلت دعم المركز لكل الولايات الامنة.. صحيح نأمل في مزيد من دعم مركز الملك سلمان.. لكن المركز يقدم خدماته لأكثر من (100) دولة حول العالم.. وبالتالي يستحق دعمه الثناء.
¤ ان السفارة السعودية قامت بعمل كبير في مدينة بورتسودان في مجال الصحة والمياة.. ساهمت بشكل كبير في تعزيز الامن بولاية البحر الاحمر حاضنة العاصمة الادارية .. وشكل ذلك دعما سياسياً وأمنياً للحكومة.. اليوم بافتتاح المكتب القنصلي واستئنافه لنشاطه يمثل ذلك دفعة كبيرة في تسهيل وصول السودانيين الى بلاد الحرمين بعد مشقة التنقل عبر العواصم العربية والافريقية.
¤ وهي خطوة كبيرة من جانب الاخ السفير علي بن حسن واركان سلمه يستحقون عليها التحية.. واسرع السفير علي في افتتاح المكتب اليوم السبت مستفيدا من زيارة نائب وزير خارجية بلاده الى بورتسودان حاملا رسالة من رئيس الوزراء السعودي ولي العهد الامير محمد بن سلمان.. واضفى وجود الضيف السعودي ومشاركة وزير الخارجية علي يوسف في حضور تدشين العمل القنصلي زخما على الحدث الذي يكاد يهم كل الشعب السوداني.
¤ ان السعودية تولي السودان اهتماما كبيرا ولم تتعامل تجاه الحكومة بردود الافعال.. فمنذ التغيير البائس في 2019 ادار العسكريين والمدنيين – الاخيرين الله لا كسبهم على قول الباز – ظهرهم للسعودية وقطر ودولا عديدة وانقادوا وراء حميدتي.. واهمل السودان، المملكة ودفع بسفير دمر العلاقات واساء لسمعة السودان حتى غادر شبه مطرود.. وظلت السفارة دون سفير لنحو عامين.. لكن فطنت الحكومة للخطأ وحق لنا ان نباهي الان بالمبعوث الرئاسي السفير دفع الله الحاج على صاحب التجربة الكبيرة والتاريخ الناصع.
¤ ومؤخرا عززت الحكومة من موقفها الدبلوماسي وعينت السفير كمال علي عثمان قنصل عاماً بجدة وهو يملك خبرة ممتازة في عمل الجاليات وفي المنطقة العربية .. مما يعني ان الحكومة بدأت في رسم طريق جديد في علاقاتها بالمملكة.. التي تلعب دوراً محورياً على الصعيد الاقليمي والدولي في معالجة قضايا المنطقة.. ولفت انتباهي حرص ولي العهد السعودي عند استضافه بلاده للقمة العربية والاسلامية غير العادية مؤخرا.. وانشغاله بوجود اكثر من خمسين رئيسا واميرا ورئيس حكومة عربية واسلامية بالرياض التقى الرئيس البرهان ضمن لقاءات محدودة عقدها على هامش القمة.. وهذا دليل على عمق علاقات البلدين.
¤ اما ادوار السعودية وماقبل التغيير فهي غير منكورة وقد ظلت داعمه اقتصادياً لموازنة السودان.. سيما وان السودان كان مجابه بتحديات كبيرة وكانت المملكة من الداعمين لاستقراره مجسدة بذلك تاريخاً حافلاً بالعطاء السودان وشعبه.. وظل ذلك نهجها بعد 2019 حتى ولو حدث تشويش لدى البعض بشأن موقفها من الاتفاق الاطاري والذي يساءل منه الرئيس البرهان لا المملكة وسفيرها الذي كان عمله تحت الاضواء بعكس سفراء دول اخرى.. ان المملكة لم تكن داعمه (للقحاته) يوما ما بدليل عدم وجود قياداتها واسرهم باراضيها حاليا.
¤ ومهما يكن من امر.. شكرا للمملكة قيادة ومواطنين وسفير.. وعلى الحكومة مزيد من الاهتمام بالمملكة فامن البحر الاحمر هو الرباط القوي بيننا وبالطبع بعد الوثاق الديني.
* السبت 21 ديسمبر 2024
osaamaaa440@gmai.com