الاخبار

أول عربي يتقلد المنصب.. فوز المصري د. العناني بمقعد مدير عام اليونسكو

 

وكالات: الشعب
صوّت المجلس التنفيذي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)  بأغلبية 55 صوتاً مقابل صوتين لصالح العناني، وزير السياحة والآثار المصري السابق، ضد إدوارد فيرمين ماتوكو (69 عاماً) من جمهورية الكونغو. ولم تصوت الولايات المتحدة. وسيُعرض التصويت الآن على أعضاء اليونسكو، البالغ عددهم 194 عضواً، للموافقة عليه في نوفمبر

وتفوق العناني على ماتوكو الذي يشغل حالياً منصب نائب المدير العام المكلف بالعلاقات الخارجية في المنظمة الدولية، بعد انسحاب المكسيكية غابرييلا راموس من السباق على المنصب، الذي شغلته الفرنسية أودري أزولاي لفترتين بواقع 8 سنوات.
، ليصبح العناني بذلك أول عربي يتولى هذا المنصب الرفيع منذ تأسيس المنظمة قبل ثمانين عامًا، وثاني إفريقي في تاريخها. وقد نال هذا الترشيح دعماً واسعاً من الاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، وعكست النتيجة ثقة المجتمع الدولي في قدرة مصر على تقديم قيادة فاعلة ومؤهلة في المنظمات الدولية.

يأتي انتخاب الدكتور خالد العناني تتويجا لمسيرة علمية وعملية ثرية، تجمع بين الأكاديمية والإدارة، والخبرة الدولية والمحلية، في مجالات الثقافة والتعليم والسياحة والتراث. يشغل العناني حالياً منصب أستاذ علم المصريات بجامعة حلوان، ويتمتع بخبرة طويلة تمتد لأكثر من ثلاثين عاما في التدريس، داخل مصر وخارجها، كما عمل على تطوير البرامج الأكاديمية المتخصصة في السياحة والآثار.

على الصعيد العملي، تقلد الدكتور العناني عدة مناصب بارزة، أبرزها وزير السياحة والآثار في مصر، حيث قاد قطاعات حيوية ترتبط مباشرة بالثقافة والاقتصاد والتنمية المستدامة. تميز بفكره الإصلاحي، وقيادته لفريق ضخم تجاوز عدده 35 ألف موظف، وأشرف على أكثر من ألفي موقع أثري وأربعين متحفًا. شهدت فترته الوزارية تنفيذ عشرات مشروعات الترميم الكبرى، بما في ذلك مواقع دينية وتاريخية كبرى مثل الجامع الأزهر، والكنائس القبطية، والأديرة، والآثار اليهودية.

كما كان له دور محوري في استعادة آلاف القطع الأثرية المهربة من أكثر من عشرين دولة، وتعزيز التواصل الثقافي الدولي عبر فعاليات ضخمة مثل موكب المومياوات الملكية وافتتاح طريق الكباش بالأقصر، التي نالت اهتمامًا عالميًا واسعًا. وقد حرص خلال فترة توليه الوزارة على إدخال التكنولوجيا الرقمية في قطاع التراث، ما ساهم في تحسين تجربة الزائرين ورفع كفاءة العمل بالمتاحف والمواقع الأثرية.

تميز أيضا بمساهماته الأكاديمية والعلمية على المستوى الدولي، حيث حاضر في نحو عشرين دولة، وأسهم في إثراء الحوار الثقافي والمعرفي بين الحضارات. كما تعاون مع المعهد الفرنسي للآثار الشرقية، وكان عضوا فخريا في الجمعية الفرنسية لعلم المصريات، وعضوا مراسلاً في معهد الآثار الألماني.

يحمل الدكتور العناني شهادات علمية رفيعة، منها درجة الدكتوراه في علم المصريات من جامعة بول فاليري مونبلييه بفرنسا، وهو حاصل على عدة أوسمة دولية تقديراً لجهوده، منها وسام الفنون والآداب الفرنسي، ووسام الشمس المشرقة الياباني، ووسام الاستحقاق البولندي، كما نال الدكتوراه الفخرية من جامعته الفرنسية الأم عام 2024.

وإلى جانب تميزه الأكاديمي والإداري، يُعرف الدكتور العناني بتفانيه في خدمة الثقافة للجميع، حيث أطلق برامج تعليمية مخصصة للأطفال وكبار السن وذوي الإعاقة، وجعل من المساواة بين الجنسين وتمكين الشباب محورًا رئيسيًا في سياساته. أدار الأزمات بفعالية خلال جائحة كورونا، وقدم دعمًا متكاملاً لقطاع السياحة والعاملين به.

حملته الانتخابية، التي امتدت ثلاثين شهرا بقيادة وزارة الخارجية المصرية، عكست التزام الدولة المصرية بدعم مرشحها على أعلى مستوى. واليوم، يُنتظر من الدكتور خالد العناني أن يسهم بخبرته ورؤيته في قيادة اليونسكو نحو آفاق جديدة، قائمة على تعزيز التعليم، وصون التراث، وتشجيع الحوار بين الشعوب في عالم تتزايد فيه التحديات الثقافية والإنسانية.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!