أسامه عبد الماجد يكتب: نيران حول البرهان

0 الوضع الحالي للرئيس عبد الفتاح البرهان يعيد إلى الأذهان مشاهد من الماضي.. لقد شهدنا سابقاً حادثة المشير البشير حين اندلعت حوله نار اتهامات طالت أشقاءه وزوجته السيدة الفضلى وداد.. حتى أن “قحت” الظهير السياسي لعصابة دقلو لم تتردد في مطالبتها بإثبات ملكيتها لقطع بسيطة من الحُلي الذهبية.. متوفرة في معظم بيوت السودانيين قبل ظهور الجنجويد على حقيقتهم ونهبها.
0 والآن تتجدد الأصوات حول توسع نشاط أشقاء البرهان في عالم الأعمال.. وتزايد نفوذ العائلة المالي تحت مظلته، رغم أن معظم الشعب.. لا يعرف عن أسرته سوى شقيقه المحامي حسن.. الذي تحدى نظام الإنقاذ في أقسى أوقاته عندما ترافع عن اللواء أمن عبد الغفار الشريف الذي اعتقل ظلماً.. بسبب صراعات داخل جهاز الأمن مع صلاح قوش.. ولأن الشريف قال ما لم يكن يجرؤ احد علي الاعلان عنه.. وحذّر مبكراً من مخاطر ترشيح البشير مجدداً في 2020.
0 سعت جهات داخلية وخارجية إلى تشتيت افكار البشير وإشغاله بنيران داخل داره وحزبه.. مثل صراع على عثمان ونافع علي نافع، فدفعت به إلى فقدان التوازن.. وفتحت الطريق لتصعيد الأحداث التي انتهت بوجود ثلاثتهم خلف القضبان وكذلك اهل بيته.. والآن تعاد تقريباً نفس المسرحية، بإثارة صراعات عنيفة بين البرهان ونائبه شمس الدين كباشي.. مع إدخال تعديلات على “السيناريو” ــ لتثبيت الحقائق حول مستشاريه مثل علاء الدين محمد عثمان.. الذي هو مستشار للرئيس لا مدير مكتبه.. وحتى لا ننسى لم يكن الفريق طه بعيداً عن مشهد ” القيل والقال” أيام البشير أيضاً.
0 إشعال النيران في المكاتب الرئاسية ليس حالة محلية فحسب، فقصص مماثلة وقعت في دول أخرى.. كما حدث في تونس حول مديرة ديوان الرئيس السابقة نادية عكاشة.. عندما تطالع ما كان يثار حولها يتراءى لك انهم يتحدثون عن الرئيس قيس سعيد.. رغم ان الشابه ناديه امضت عامين فقط وغادرت في 2022.. مع العلم ان ناديه ترافق الرئيس في كل أنشطته وحله وترحاله.. حتى تلك المتعلقة بمقابلة الرؤساء وكبار الشخصيات.. وتشهد اجتماعات مجلس الأمن القومي.. ولذلك قيل انها شكلت شبكة موازية داخل القصر.
0 بينما الشاب علاء الدين لا يملك مصباحاً سحرياً يخرج منه مارد.. يحقق له المعجزات كما هو حال ناديه التونسية.. إلا أنه ينجز الملفات الموكلة إليه بهدوء، دون أن يتدخل في شؤون الآخرين.. ولم يُعرف عنه يوماً أن أرهق مسؤولاً أو أثيرت شكوى، حتى ولو غير مكتوبة ضده.
0 كان الغرض من حملات التشويه في الماضي محاصرة البشير وإرباكه حتى تُستنزف قدرته على المقاومة.. والهائه بالنيران المشتعلة في داره، مما افقده توازنه حتي التهمت النيران كل السودان.. ولو لم ينتبه البرهان قد يلقى ذات مصير البشير وريما يلحق باشقائه ماحاق باخوان البشير من تضييق وترهيب واشانة سمعة واختتم المخطط بالزج بهم في السجون حتي غادرها عبد الله البشير الي دار الخلود التي لا يظلم فيها أحد.
0 البرهان لا يمتلك حزبا كالذي اعتمد عليه البشير مع ذلك يعتمد في كثير من الملفات على جهاز المخابرات.. ولكنه يتكئ على جهاز المخابرات، في كثير من الملفات.. ولذلك هى الأخرى تم قصفها بمسيرات الشائعات حتي تنشغل عن القيام بمهامها وتأمين ظهر الرئيس.. وهي راس الرمح في تحصين البلاد من الاختراق.. فتم استهداف مديرهاالفريق اول أحمد مفضل.. واصبحنا نسمع ونقرأ بقرب مغادرته لموقعه.
0 ولعمري امر غريب، الخبر الذى نشر وحمل تأكيدات ببقاء مفضل.. وكأنه لاعب كرة، يخشى انصار النادي تهور مجلس الإدارة بالاستغناء عن خدماته.. بينما مواصلة مفضل لمهامه بكل اقتدار أبلغ رد علي مروجى الشائعات وأصحاب الأجندات.
0 القضية لا تتعلق بالبرهان وحده، بل بوطن يمر بمرحلة هي الأصعب في تاريخه.. مرحلة وجودية تفرض على الرئيس المزيد من الحذر وتحصين بيته الداخلي.. وللإنصاف فقد اجتهد كثيراً في ذلك، حتى إن غالبية السودانيين لا يعرفون شيئاً عن أسرته.. أو حتى أسماء أفرادها، وكذلك الأمر بالنسبة لإخوانه.. غير أن الحذر يظل واجباً من أولئك الذين يحاولون الالتفاف حول اخوانه.. متقربين ومتصنعين الود عبر إدخالهم في مجالس إدارات أو إقحامهم في صفقات.
0 أما بالنسبة لرجال الدولة مثل نائبه شمس الدين كباشي فهناك خياران أمام الرئيس.. إما حلّ مجلس السيادة وإعادة العسكريين إلى مهامهم داخل القوات المسلحة فقط، كما اقترحنا سابقاً.. أو الظهور علناً إلى جانب كباشي في مناسبات متنوعة ليقطع الطريق على التكهنات والتباينات.. ولو على شاكله الخطوة التي اقدم عليها ياسر العطا “كِبش ياحديد.. كبش ياقوة”.
0 كثيراً مايعتمد البرهان على ان تهبط عليه حلول من السماء.. وهذه إحدى القضايا التي ألقت بظلال سلبية على المشهد.. مثال ذلك التردد في ملف التعامل مع الإمارات، بينما كان الطريق الأقصر هو توجيه سؤال مباشر لشيوخها ـ كما قال لي قوش في مأدبة رمضانية بالقاهرة.. ما الذي يدفعكم إلى وضع أيديكم في مليشيا ؟.. وأسئلة أخرى كثيرة يملك البرهان أكثر من إجابة لها.
0 يبرع البرهان في “الرمي قِدام” ولا يأبه لحياته.. لكن القاعدة العسكرية تقول – وينبغي ان لا نجرؤ على تذكير الجنرال بها – وهو ابن الكلية الحربية منذ ثمانينات القرن الماضي.. ” ارمي قدام ورا مأمن”.. ويسد الثغرات حوله، لأن ما يجري ليس صراعاً فردياً فحسب.. بل مسألة تتعلق بمستقبل الوطن في أصعب مراحله.
0 ومهما يكن من أمر.. على البرهان ان يؤمن ظهره، ليوقف الحريق.
الأربعاء 1 اكتوبر 2025
osaamaaa440@gmail.com