رأي

أسامه عبد الماجد يكتب: حرب السودان واتفاق لبنان

¤ لم يأبه السودانيون كثيرا لاتفاق وقف اطلاق النار بين لبنان واسرائيل الذي دخل حيز التنفيذ فجر امس الاربعاء.. رغم انه لاينفصل عن مايجري في السودان بل هو جزء من المشروع بالمنطقة.. قررت الولايات المتحدة ايقاف الحرب في لبنان وقد كان.. امرت اسرائيل فاطاعت.. وهذا يعني انه بمقدورها ايقاف الحرب في بلادنا.
¤ السودانيون “عينهم” في الفيل – الولايات المتحدة – ويطعنون في الظل – الداعم الخليجي – الذي هو مجرد وسيلة ، بينما الفاعل الحقيقي هي اسرائيل والموجة امريكا.. اما الباغي الشقي حميدتي مجرد ” فلنقاي” !!.. هدفت اسرائيل من حربها على غزة ولبنان القضاء على حركة حماس وحزب الله.. او على الاقل تدمير قوتهما القتالية..
وقد أكدت أن حزب الله بات أضعف من أي وقت مضى سياسياً وعسكرياً، حتى ان نتنياهو قال أنه أعاد الحزب عقوداً إلى الوراء !
¤ بالحسابات السياسية نجحت اسرائيل بدليل اغتيالها لزعيمي حزب الله حسن نصر الله.. وحماس اسماعيل هنية.. وكبار القادة في الجماعتين.. وهو انتصار مؤقت فالأمر الرباني معلوم.. لكن قد يقول قائل وما شأن السودان بغزة وبيروت ؟.. تعتقد اسرائيل ان السودان هو الذي يمد حماس بالسلاح.. وليس بالضرورة ان يكون بواسطة الحكومة، لانه سبق لها اغتيال مواطن سوداني في الشرق وفجرت سيارته ” حادثة السوناتا”.
¤ كما ان اسرائيل توقن ان السودان في السابق تبنى قضية فلسطين وبقوة وظل يتحدث عن حدودها في 1948، في وقت يطالب الاخرين بحدود فلسطين 1967.. والخرطوم عاصمة اللاءات الثلاثة.. وأحيت القضية الفلسطينية في نفوس الامة العربية.. وكما ان خنق السودان يعني محاصرة مصر.. فمشروع اسرائيل من النيل الى الفرات.
¤ اما الولايات المتحدة.. تريد جيشا سودانيا ضعيفا بلا انياب و” مكسور الظهر”، و منهك وبين صفوفه من يؤدي لها مهمة اسكات كل الاصوات المناهضة لأسرائيل.. وفعلت لها القيادة اكثر مما تتوقع حين طبعت مع تل ابيب ولم تكسب شيئا.. وتفضل جيش لايقوى على الاعتداد بقراراته، ولا يخلق شراكة استراتيجية وعسكرية مع روسيا والصين.
¤ لكن كيف يمكن ان توقف واشنطن حرب السودان ؟؟ للاجابة يجب ان نعرف كيف اوقفت حرب لبنان.. بدأ ذك بتبشير وزير الخارجية الامريكي انتوني بلينكن بالاتفاق في اجتماعات مجموعة السبع في ايطاليا.. قال ان الاتفاق سيُحدِث فرقا كبيرا، ويمكن أن يساعدنا أيضا على إنهاء الصراع في غزة؛ وعلى وجه الخصوص، ستعرف حماس أنها لا تستطيع الاعتماد على جبهات أخرى تنفتح في الحرب.
¤ واشار بلينكن الى امر في غاية الاهمية وهو ان الخطوة جاءت بعد أن حققت إسرائيل أهدافها الاستراتيجية في أعقاب السابع من أكتوبر… وانهم اتفقوا مع الشركاء العرب على أنهم لا يستطيعون إنهاء الصراع دون خطة لما بعد الصراع – وهو الأمر الذي نعمل عليه بشكل مكثف الآن. – وفقا له – .. اما تعليق الرئيس بايدن امس فقال: “سنعمل على إنهاء حرب غزة دون حماس في السلطة”.
¤ في السودان يسير الرئيس البرهان على خطاهم “لا مكان للاسلاميين في السلطة”.. و ” لا لتسليح المقاومة الشعبية، لا سيما وان من ضمن فقرات اتفاق لبنان تجريد المجموعات المسلحة من سلاحها، بحيث تكون حصرية السلاح بيد القوات اللبنانية دون غيرها.. ما يعني تفكيك سلاح حزب الله، وغيره من المجموعات الفلسطينية المسلحة أيضا.
¤ اما نظرة اسرائيل، للاتفاق مع لبنان عبر عنها بنيامين نتنياهو.. اعتبر أن الاتفاق سيتيح لإسرائيل ” التركيز على التهديد الإيراني”، وسيسهم في “عزل” حركة حماس.. ولذلك في تقديري ان القضية ليست الامارات والتي تحاول الولايات المتحدة ان تغير الصورة بشأنها وتجعلها طرف اصيل في الحل.. وشرعت في ذلك عندما دعتها لمنبر جنيف منتصف اغسطي الماضي. وجاءت بها الاثنين الماضي في اجتماع رباعي بايطاليا الى جانب وزير خارجيتها بلينكين ونظيريه السعودي، والمصري.
¤ ومضى مندوب السودان لدى الامم المتحدة السفير الحارث ادريس في ذات الاتجاة.. اذ تغيرت لهجته تجاه الامارات، وتحاشى ذكر اسمها في تصريحات له بالأمس وقال ” الراعية الخليجية”.. بالتالي المتغيرات كثيرة وامريكا هي المحرك لكل مايجري.
¤ ومهما يكن من امر.. فان كان بايدن اعلن عن الشروع في ايقاف حرب غزة لكن دون حماس في السلطة”.. فهل سيكون ايقاف حرب السودان دون البرهان كما هي دون حميدتي ؟!
* الخميس 28 نوفمبر 2024

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!