رأي

أسامه عبد الماجد يكتب: “جكّة” البرهان التي نريدها

0 في ظل الأوضاع المعقدة التي يمر بها السودان، يظل السؤال الأبرز الذي يتبادر إلى ذهني في كل مرة..  ماذا ينتظر الرئيس البرهان لاتخاذ قرارات جذرية وحاسمة تعيد صياغة المشهد السياسي والعسكري.. فلا مجال للترقيع وانصاف الحلول بعد أن أشعل الباغي الشقي حميدتي الحرب التي التهمت كل شيء.. حتى الأرواح النقية والعفة الطاهرة.. وأحرقت الأخضر واليابس، ولم تترك خلفها سوى جراح غائرة في جسد الوطن، وضحايا كثر من الأرواح البريئة.
0 ولعل اللحظة الراهنة تتطلب من الرئيس شجاعة سياسية لا تقل عن شجاعته العسكرية.. الفرصة امامه اكثر من أي وقت مضى.. فالشعب السوداني يقف خلف جيشه، باستثناء قلة ضالة رخيصة من فئة (الرمم) والعملاء.. قواتنا المسلحة حققت الانتصارات، ولا تزال تسير بثبات على درب الشهداء.. أمثال سيد شباب “براؤون” مهند، الذي من منزله تعهد البرهان بالسير على خطاهم.
0 من القرارات الجريئة، والخطوات الحاسمة حل الرئيس مجلس السيادة.. وتقديم الشكر لرفاقه الجنرالات الذين أدوا دوراً بطولياً في حماية الدولة السودانية.. ويحدد آجل لاتفاقية سلام جوبا.. ويعيد ترتيب المؤسسة العسكرية بحيث يبقى القائد الأعلى على رأسها يليه رئيس الأركان، مع إلغاء مناصب نائب القائد العام ومساعديه.
0 لقد كان أحد أسباب تمرد المجرم حميدتي هو نزاعه الدائم مع الرئيس على الصلاحيات.. واليوم تتكرر ذات اللعبة بصيغة مختلفة، لابد أن يتحرك البرهان لإنقاذ البلاد.. من حالة الميوعة السياسية والجمود القاتل.. فالشعب فقد الكثير، لكنه لا يحتمل أن يفقد وطنه.
0 على البرهان ان يعلن نفسه رئيساً لمرحلة انتقالية مدتها عامين.. تليها انتخابات رئاسية يشارك فيها الشعب لاختيار من يقوده نحو المستقبل.. وخلال العامين يشرع في مصالحة وطنية يبدأ بزعماء العشائر الذين ارتبطوا يوماً بصفوف التمرد، لتقودها شخصية مثل مالك عقار.. الذي يمكن ان يؤسس حزباً داعماً للبرهان ومعه ياسر العطا اذا رغب.
0 ومن الضروري أيضاً أن ينفتح على القوى السياسية كافة.. باستثناء من تورط في مؤامرات أو خيانات.. ويُشرك في المشهد كل من وقف مع القوات المسلحة من مشتركة وبراؤون وغيرهم.. ويحل الحكومة ليشكل أخرى جديدة.. يضع على رأسها المهندس إبراهيم جابر بصفته المدنية لا العسكرية.. ويسند حقيبة الخارجية إلى كامل إدريس، ويستعين بالكفاءات النزيهة حتى لو كانت من النظام السابق.. وليس على طريقة (الافندية) الذين جاء بهم كامل.
0 ويُفعل بصرامة وفي هدوء تام قانون “من أين لك هذا ؟”.. بعيداً عن اكاذيب واجندة قحت المشبوهة عبر اللجنة سيئة الذكر (ازالة التمكين).. وأن يقود بنفسه دبلوماسية رئاسية نشطة.. تبنى على المصالح والعلاقات التجارية لا العواطف.. حتى لو كانت مع الشيطان كما قال ذات مرة.. مع متابعة أسبوعية منه ورئيس الوزراء لأداء السفراء، وقياس نتائجهم في ملفات الدبلوماسية الاقتصادية..كما يجب تعزيز العلاقات مع دول الجوار بصورة استراتيجية بما يحفظ أمن السودان واستقراره.
0 ويحمي المستثمرين الأجانب بقوة القانون وهيبة الدولة.. ويدفع بولاة اصحاب رؤية ولهم افكار ومبادرات ويضع حداً لعبث بعض رجال المال والأعمال الذين استغلوا الأزمات.. يمتاز البرهان بشجاعة القائد وضبط النفس، وقدرته على كتمان مشاعره وإخفاء انفعالاته.. باستثناء حالتين عندما رد على الشيخ د. عبد الحي يوسف، وعندما انتقد تحالف القحاته مع الجنجويد.. لكن بصراحه يُؤخذ عليه التردد. صحيح أن له حساباته وتقديراته.. إلا أن المرحلة الراهنة لم تعد تحتمل المزيد من الانتظار أو المجاملة السياسية.
0 ومهما يكن من امر.. قبل أيام، ظهر البرهان وسط جنوده في تمرين “الجكّة” بلياقة بدنية عالية وهو يحمل بندقيته.. لكن ما نريده اليوم  “جكّة سياسية” تعيد الأمل للسودانيين، وتفتح الطريق نحو مستقبل جديد يليق بتضحيات الشهداء.

الأحد 31 أغسطس 2025
osaamaaa440@gmail.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!