أبو ساجد يكتب: السفير عدوى ..أدب الصمت

عندما قررت الحكومة، بكامل قيادتها العسكرية والمدنية وبما تملكه من خبرات تراكمية.. وبإجماع وتوافق كامل، تعيين سعادة الفريق أول عماد الدين مصطفى عدوي في مارس 2024م سفيراً للبلاد لدى جمهورية مصر العربية ومندوباً دائماً لدى جامعة الدول العربية.. لم يكن ذلك القرار مجاملة أو محض صدفة، ولا نتيجة محاصصة حزبية أو تيارية، بل جاء ثمرة دراسة دقيقة وتمحيص عميق ومشاورات موسعة وجهد متواصل.
فمعروف مصر بها اكثر من ٥ ملايين سودانى يعيشون فى ارضها الطيبه وهى التى فتحت أبوابها بموقف يسجله لها التاريخ منذ اندلاع الحرب فى أبريل ٢٠٢٣م وسهلت لهم كل الاقامه والدخول خاصه الأيام الأولى للحرب وكانت الدوله الوحيده بلا منازع فى العالم التى فتحت زراعيها للسودانيين وبالتالي وجود اعداد كبيره كانت تتطلب رعايه وسفير مناسب يمثل قياده الدولة فى كل تفاصيلها لشعب (سودامصرى) جديد فكان نتاج البحث والتمحيص اختيار عدوى.
وهو الذى شغل منصب رئيس الأركان المشتركة للجيش السودانى من ٢٠١٦ للعام ٢٠١٨ وهو أعلى منصب فى الجيش ومثل السودان فى وفد التفاوض مع الإدارة الأمريكية لرفع الحصار الاقتصادى وحدثنى من اثق فيه ان دورة كان مؤثر جدا للوصول لنتائج مرضيه برؤيته السليمه ورأيه القوى
وتولى سعادته قياده كثير من المواقع العسكرية فكان قائد للمنطقه الغربيه فى وقت صعب للغايه ونجح فى ادارة وقيادة الفرقه بشهاده من عملوا معه من الضباط وضباط الصف وجنود وكان مميزا.. شغل كذلك مدير أكاديمية نميرى العسكرية وتولى إدارة القوات البرية فى السودان كافه وتميز عدوى بنبوغه الأكاديمي والعسكرى ومعلوم انه اول الدفعه ٢٧ بالكلية الحربية وله من الشهادات الأكاديمية الكثير، فحصل على ماجستير العلوم العسكرية من جامعه بكر بالعراق وحاز على زمالة كلية الدفاع الوطنى السورية وامضى دورة كبار القاده الافارقه باكاديمة ناصر العسكرية العليا بمصر وتم تصنيفه ضمن أميز ١٠٠ قائد عسكرى فى العالم وحصل كذلك على دبلوم هندسه الاتصالات الاكترونية وعمل بسلاح الاشاره مده طويله ويعرفه ضباط سلاح الإشارة بأنه (اشرجى) شاطر.
طيله فتره عمله بالقوات المسلحه لم يعرف عنه غير الانضباط والنقاء وتاريخه ناصع البياض من اى شبهات فساد او (خرمجه) فى العمل.. كان ولايزال قوي بلا قسوه وهين بدون إفراط، زكى، معتدل، هادئ وقليل الكلام.. لا يهاتر ولايعادى أنيق فى كل شى ..يجيد التناغم وصارم لا يجامل.. رأيته اكثر من مرة لدى وصوله السفاره يقف ليستمع ويستجيب لمشاكل السودانيين فى الهواء الطلق لقاء مباشر بدون قيود فى الوصول اليه.. واعلم انه شارك وساهم واستجاب لكثير من الحالات الانسانية من حر ماله احيانا.
ولذلك جاء اختياره في مكانه الصحيح، متوافقاً مع شخصيته القيادية، ويكفي أنه تقلد منصب قائد الجيش السوداني بكل مكوناته، وهو أرفع موقع يمكن أن يبلغه ضابط في القوات المسلحة.
ومع ذلك، أتابع بين الحين والآخر بعض التسجيلات المرئية المليئة بالمغالطات والاتهامات الباطلة التي يروج لها المدعو ود المصطفى، ولا أعلم كيف كان أحد منسوبي المؤسسة الشرطية العريقة وهو أبعد ما يكون عن نهجها وقيمها. إذ يطلق اتهامات جزافية تمس قامة وطنية رفيعة، متحدثاً عن فساد مزعوم وأثاث بيت السفير وغير ذلك من الأباطيل، في محاولة لكسب الإعجاب وتحقيق مكاسب شخصية وفقاً لما بلغني.
لا يمتلك الرجل أي دليل يثبت اتهاماته الباطلة التي تفتقر تماماً إلى الصحة.. فهي مجرد روايات سماعية نقلها عن أشخاص كانت لهم خلافات سابقة مع السفارة.. بعدما أغلق السفير الباب في وجوههم وتعامل معهم بحزم باعتبارهم سماسرة وانتهازيين.. وذلك إثر إدخاله للنظام الإلكتروني وتطوير آليات العمل.. ومن هنا نشأت مزاعمهم غير الحقيقية التي يقود الترويج لها (ود المصطفى) بطرح سطحي ومتهافت.
السفير عدوي ينحدر من بيت علم وتربية، وهو رجل “عينه مليانه” . ويمكنك أن تسأل عن أشقائه.. أحدهم طبيب مقيم في بريطانيا، وآخر – حاول ود المصطفى الزج باسمه – يعمل مستشاراً في مؤسسة مرموقة بالسودان، بينما شقيقتهم تتبوأ منصب مديرة في هيئة كبرى بالبلاد.
نكتب ليس دفاعا عن سعاده الفريق أول لكن للحق فالرجل يتأذى هو وغيره من تلك السخافات ويكفيه فخرا ما حققه فى هذا الموقع.. بنقل السفاره من مقرها في منطقة متواضعة بحي الدقى إلى موقعها الجديد بالقاهره الجديده.
وبقوه وإصرار حجز لها ثلاثة ابراج فى اقل من اربعة اشهر منذ تعيينه سفيرا.. فخامه فى كل شى من تهيئة البيئة الى العمل بنظام الكتروني حديث.. وكان لى شرف زيارة الموقع مع مجموعة قبل تدشينه.. ويضم برج للسفير ونائبه وطاقم السفاره، وآخر للقنصليه وخدمات الجمهور وثالث للملحقيات العسكرية والثقافية والطبيه، فخامه فى المعنى والمبنى.. ويسجل التاريخ ان ذلك التطور تحقق فى عهد عدوي.
وحديث
إن ما يثار حول وجود فساد في عملية شراء المبنى وتأثيثه ليس سوى محض افتراءات.. إذ أن هذه الخطوة أُنجزت عبر لجنة متخصصة تابعة لوزارة المالية في السودان. أما الادعاءات المرتبطة بمنزل السفير، فهي أيضا عارية من الصحة.. فالمقر يمثل الدولة، ومن الطبيعي أن يكون في مستوى يليق بسمعة بلادنا.. خاصة وأنه مملوك للحكومة السودانية ويقع في حي المعادي. وقد قامت السفارة بتجديد بعض مرافقه، وهو أمر اعتيادي في مثل هذه الحالات.. وتجدر الإشارة إلى أن المقر استقبل مؤخرا رئيس مجلس الوزراء الدكتور كامل إدريس والوفد المرافق له خلال زيارتهم الأخيرة إلى مصر.
حديثى عن الفريق عماد يطول ليس من باب التملق ولا العلاقات الخاصه بل هى امانه القلم مثلما كتبت فى مقالى السابق عن رمز من رموز النجاح الكابتن عادل المفتى وعن وزير الارشاد اكتب الان عن عدوي بصدق وتجرد حتي لا ينال “العطالى” من رجل بقامته.. ولا اعتقد ان قيادة الدولة تنخدع بتسجيلات مشبوهة لان اختيار عدوى لم يكن عن فراغ والفرق بينه والأخ الرئيس اربعة دفعات.. بينهم الادب العسكرى المعروف وكتاب القوات المسلحه المفتوح الواضح لذلك نخرج عن الصمت نيابه عنه لنقول كلام الحق بشأنه.
 
				



